افتتح مساء الخميس بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط، معرض لفنان الأشرطة المرسومة، زكرياء التمالح، يحمل عنوان “خانات متمردة”.
ويقدم المعرض، الذي تمتد فعالياته إلى غاية 14 أبريل المقبل، مجموعة متنوعة من اللوحات التي يشتغل عليها الفنان التمالح، وهي عبارة عن قصص مصورة وأشرطة مرسومة بعناوين متعددة، منها “تحت الصفر 1″ و”تحت الصفر 2″ و”إغراء الأعالي”.
وتتميز أعمال الفنان زكرياء التمالح بجاذبيتها وعمقها ودقتها، حيث تتسم المناظر والشخصيات بتعبيرها المزخرف وألوانها الممزوجة ببراعة، ما يحيل على مشاعر وحالات مزاجية متنوعة.
وبالإضافة إلى الدقة في رسوماته، فإن زكرياء التمالح يلفت الانتباه في طريقة عرضه لأعماله، حيث لا يتردد في استخدام الحروق، التي توحي بآثار الأعيرة النارية فتصبح ذات تأثير أكثر واقعية عندما يتعلق الأمر بتصوير مشاهد الحرب.
وفي تصريح للقناة الإخبارية (إم 24)، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال زكرياء التمالح إنه دخل في عالم الرسم منذ صغره، حيث بدأ مثل جميع الأطفال برسم أبطاله المفضلين، قبل أن يطور هوايته مع مرور الوقت من خلال تعلم تقنيات جديدة من أجل “التحدث عن العديد من المواضيع” التي يهتم بها.
وأضاف فنان الأشرطة المرسومة أنه يحاول من خلال أعماله إبراز الشخصيات التي “تستأثر باهتمام عموم الناس” أو تلك التي “لا توحي بالبطولية بالنسبة للآخرين”، مثل المشردين.
كما أبرز أنه من خلال الشخصيات التي يرسمها، يركز كثيرا على حالات الصراع، ويعمل على عكس العديد من القيم التي يسعى لتقاسمها مع الجمهور.
وفي ما يتعلق بالتقنيات المستخدمة، أضاف التمالح أنه بدأ أولا بالصباغة وقلم الرصاص، وصار مع مرور الوقت يركز على الفن الرقمي الذي يضيفه من وقت لآخر في أعماله، حسب ملاءمته للموضوع الذي يتم تناوله.
وحسب الناقدة والفنانة سهام ويغان، فإن زكرياء التمالح، من خلال هذا المعرض، قام “بالتخلي عن هذا الفن التاسع الذي لم يكن كافيا له أبدا، والذي حبسه داخل هذه الخانات مثل كل قصصه المرسومة لمعانقة الفن”.
وزكرياء التمالح هو عاشق للكوميديا، التحق بالمعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان عام 2006، ما جعل حلم طفولته يتبلور. وإلى جانب مهنته كمدرس للفنون التطبيقية في الرباط وبغض النظر عن تكوينه، يقوم التمالح بتطوير مهنته وهوايته من خلال مختلف أشكال التعاون المرتبطة بالفن التاسع.
بالإضافة إلى مشاركته في العديد من التظاهرات الفنية والثقافية، فاز فنان القصص المصورة بالعديد من الجوائز في حياته المهنية، منها جائزة “بركة” لأوكسفام الأشرطة المرسومة (2020)، وجائزة “أنا هنا” لأفضل رسم تعبيري (2018).